و اعتصموا بحبل الله
صفحة 1 من اصل 1
و اعتصموا بحبل الله
(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ)
في إحدى القرى النائية،كان لفلاح ٍفقير،مزرعة صغيرة،وكان يربي فيها عجل يكنى بالسامريّ وكلبٌ قوي وأربعة خراف مختلفة ألوانها،وكان لديه بعض أشجار الجوز والزيتون.
وكان في القرية هدهد حكيم،يقضي ليلته في المزرعة على إحدى أشجار الجوز،وكان يستمع لحديث الحيوانات،ويشاركهم في بعض الأحيان.
وذات ليلة مقمرة،اجتمعت الحيوانات،وجلس كل منهم في زاوية من الزريبة،عدا الكلب فقد استلقى في باب الزريبة وبسط ذراعيه..!
قال العجل:
-أنتم أيها الخراف محظوظون أكثر منا،فإن هجم علينا الذئب،سيأكلني لأنه يحب لحم العجل أكثر من لحم الضأن.
أجابه الخروف الأصفر:
-قد يلتهم الذئب إخوتي،أما أنا فلن يعجبه لوني.
رد عليه الخروف الأبيض:
-لا لا إن الذئاب تعشق لحم الخروف الأبيض،فقد أكون أنا الفريسة.
قاطعه الخروف البني وقال:
-كلاكما على خطأ،قد يلتهمني الذئب،ويترككما،فلوني محبب للذئاب.
رد الخروف الأسود:
-كلكم لم تصيبوا،فالذئاب يستهويها اللون الأسود،لأني أشبه صاحبه الليل.
ضحك الكلب من حديث الخراف وخاطبهم قائلاً:
-في حال تفرقتم قد يأكلكم الذئب كل على حدى،أما إن أحببتم بعضكم،فقد ترهبونه،فيخافكم ويهرب ذليلاً.
اقترب منه العجل وهمس في أذنه قائلاً:
-دعهم يموتون،فأحظى بحصتهم من العشب والماء.
حدجه الكلب بنظرة قاسية،وخاطب الخراف قائلاً:
-ابقوا موحدين وتذكروا هذا البيت(حذارِ من لحمِ عجل السامري ففي،حباتِ زيتوننا عن لحمهِ بدلُ).
ضحك الخراف من كلام الكلب،ونعته أحدهم بالغبي،فحزن الكلب لأنهم لم ينتصحوا،وخرج من الزريبة،متتوجهاً إلى بيته الخشبي الصغير.
سمع الهدهد الحكيم،مادار بين حيوانات المزرعة فردد قوله تعالى:
(يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)يس 30.
تقول الحكاية:
أن الذئب هجم ليلاً على المزرعة،فذبح الخراف الأربعة وأكل إثنين منهم،وسط ضحكات العجل السامري،وبكاء الهدهد والكلب.
..............
بقلم:
أبو علي هابيل 2017
في إحدى القرى النائية،كان لفلاح ٍفقير،مزرعة صغيرة،وكان يربي فيها عجل يكنى بالسامريّ وكلبٌ قوي وأربعة خراف مختلفة ألوانها،وكان لديه بعض أشجار الجوز والزيتون.
وكان في القرية هدهد حكيم،يقضي ليلته في المزرعة على إحدى أشجار الجوز،وكان يستمع لحديث الحيوانات،ويشاركهم في بعض الأحيان.
وذات ليلة مقمرة،اجتمعت الحيوانات،وجلس كل منهم في زاوية من الزريبة،عدا الكلب فقد استلقى في باب الزريبة وبسط ذراعيه..!
قال العجل:
-أنتم أيها الخراف محظوظون أكثر منا،فإن هجم علينا الذئب،سيأكلني لأنه يحب لحم العجل أكثر من لحم الضأن.
أجابه الخروف الأصفر:
-قد يلتهم الذئب إخوتي،أما أنا فلن يعجبه لوني.
رد عليه الخروف الأبيض:
-لا لا إن الذئاب تعشق لحم الخروف الأبيض،فقد أكون أنا الفريسة.
قاطعه الخروف البني وقال:
-كلاكما على خطأ،قد يلتهمني الذئب،ويترككما،فلوني محبب للذئاب.
رد الخروف الأسود:
-كلكم لم تصيبوا،فالذئاب يستهويها اللون الأسود،لأني أشبه صاحبه الليل.
ضحك الكلب من حديث الخراف وخاطبهم قائلاً:
-في حال تفرقتم قد يأكلكم الذئب كل على حدى،أما إن أحببتم بعضكم،فقد ترهبونه،فيخافكم ويهرب ذليلاً.
اقترب منه العجل وهمس في أذنه قائلاً:
-دعهم يموتون،فأحظى بحصتهم من العشب والماء.
حدجه الكلب بنظرة قاسية،وخاطب الخراف قائلاً:
-ابقوا موحدين وتذكروا هذا البيت(حذارِ من لحمِ عجل السامري ففي،حباتِ زيتوننا عن لحمهِ بدلُ).
ضحك الخراف من كلام الكلب،ونعته أحدهم بالغبي،فحزن الكلب لأنهم لم ينتصحوا،وخرج من الزريبة،متتوجهاً إلى بيته الخشبي الصغير.
سمع الهدهد الحكيم،مادار بين حيوانات المزرعة فردد قوله تعالى:
(يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)يس 30.
تقول الحكاية:
أن الذئب هجم ليلاً على المزرعة،فذبح الخراف الأربعة وأكل إثنين منهم،وسط ضحكات العجل السامري،وبكاء الهدهد والكلب.
..............
بقلم:
أبو علي هابيل 2017
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى